الكاتب: يوسف محمد

  • آسفٌ على هذه الصورة غير اللبقة؛ لكنّ بعضنا يبصق في بئر رضا إخوانه، تجد المرء يحكي عن تفاصيل حياته على أنها عادية، فيأتيه من يفسد فرحته، ويعكر صفو أيامه، ويوقد في صدره كلمات وأسئلة ماكانت تخطر بباله.
    أحد الأصدقاء المقربين اشتكى لي من عدم تقبله لزوجته، وبدأ يحكي عن تقصيرها، وحشد لها من صفات التبخيس ما يجعلها عديمة الفائدة.
    أعرف صديقي؛ نخرج لمطعم فلا يشترط، نسافر ولا يدقق في المكان، ولا تغريه التفاصيل، سمحٌ متغافل، وأعلم من حديثه السابق أن زوجته حسنة الخلق، طيبة المعشر؛ فما الذي حدث؟
    حاولت الرجوع به لأصل المشكلة، كلما تحدث عن حاضره أعدته للماضي -حتى أفهم سر تغيره-، أنا واثق أن بئر رضاه تعكرت فما عاد يستعذبها.
    وجدت ضالتي حين قال هذا الموقف، قال البداية من محادثة بيني وبين صديق، طلب مني تصوير غلاف كتاب تحدثنا عنه.
    يقول: صورت له الكتاب بعشوائية فظهر الغلاف، وحوله جزء من المكتب، على المكتب كوب شاي كرتوني.
    قال صاحبه: كوب كرتون؟ أنت عزابي الآن؟ زوجتك عند أهلها؟
    قال: لا، ليه السؤال؟
    قال -الكلمة الصادمة-: كوب شاي كرتوني! تزوجت ليش؟
    غيرك زوجاتهم يهيؤون لهم ما لذ وطاب أثناء بحثهم، أنت لست بقليل، لا تهن نفسك فيعتادوا مهانتك.

    قال: والله ما طاب لي مطعم ولا مشرب بعدها، وصرت أنظر لزوجتي على أنها شيطان، وكلما طلبت مني شيئًا قلت في نفسي: ولماذا تطلب وهي مقصرة بحقي؟

    حاولت تفكيك الفكرة في عقله، وأحسب أنه اقتنع.

    لكن بالله عليكم؛ إذا رأيتم من يعمل 16 ساعة وهو راضٍ؛ لا تقولوا: وأين أوقات راحتك؟
    وإذا رأيتم من يحكي برضا عن راتبه؛ لا تقولوا: كيف بك إذا دهمك طارئ؟
    وإذا رأيتم من رضي عن شريكه فلا ترفعوا سقف تطلعاته.

    نحن في زمن القلق، ومد العين، إياكم والبصق في بئر الرضا.

  • قصة الحياة أكبر من اهتماماتنا الجزئية.
    ‏أهي طلب العلم وإحراز اللذة المعرفية؟ كلا
    ‏أهي حيازة الجاه والنفوذ والقوة والسلطة؟ كلا
    ‏أهي فعل ما نحب وترك ما نكره؟ كلا.

    ‏إذن ما الحياة حقًا؟
    ‏للمسلم حقًا، الحياة تعبيد الحياة لله، وكل ما سبق إما وسيلة لهذه الغاية، وإما وسيلة ضدها أو لغيرها.

    كتبه : د.عبدالله الشهري

    Photo by Gianluca Grisenti on Pexels.com

  • والضحى

    {وَٱلضُّحَىٰ (١) وَٱلَّيۡلِ إِذَا سَجَىٰ (٢) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ (٣) وَلَلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لَّكَ مِنَ ٱلۡأُولَىٰ (٤) وَلَسَوۡفَ يُعۡطِيكَ رَبُّكَ فَتَرۡضَىٰٓ (٥) أَلَمۡ يَجِدۡكَ يَتِيمٗا فَـَٔاوَىٰ (٦) وَوَجَدَكَ ضَآلّٗا فَهَدَىٰ (٧) وَوَجَدَكَ عَآئِلٗا فَأَغۡنَىٰ (٨) فَأَمَّا ٱلۡيَتِيمَ فَلَا تَقۡهَرۡ (٩) وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلَا تَنۡهَرۡ (١٠) وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ (١١) }

    ألم يجدك ؟

    هكذا ينبغي أن تقول لنفسك عندما تبدأ الوساوس الشيطانية تتسرب لقلبك لتحجب نور الأسماء الحسنى.

    كان بعض السلف يدعوا في الليل باكياً : (أنا الضال الذي هديته فلك الحمد ، أنا الجاهل الذي علمته فلك الحمد ، أنا الجائع الذي أطعمته فلك الحمد ، أنا العاري الذي كسوته فلك الحمد ).

    مع عظيم فضله وإحسانه عليك في كل بلاءً مر بك ،أتظن أن يتركك الأن ؟

    الذي يفرج الكرب بأضعف سبب وبلا سبب قادر على تفريج كربك، وقادر على تثبيتك قلبك و إنزال السكينة عليه حتى مع بقاء البلاء ،ولنا في أهلنا في غزة أصدق مثال على ذلك .

    العبرة أن تبصر شمس الأسماء الحسنى لكي يشرق الضحى .

    ….

    مقطع مفيد حول هذا الموضوع

    https://m.youtube.com/watch?v=JrBoaX0KVJo

  • كتابة : بدر آل مرعي
    ——————————-

    يحلو لكبار السن وصف الجيل الحالي بالترهل، وإلف الراحة، وسهولة الفرص، ثم تُزاد في الطنبور نغمة فتبدأ أحاديث التحسر على المشقة التي عاشوها، وأنهم لو كانوا في زماننا لكانت حياتهم خالية من المنغصات.
    وأنا هنا أقرّ لهم بأن غالب أحاديثهم عن الكفاح حقيقي، وأقول جزاكم الله خيرًا على ما بذلتموه من جهد ومواجهة صعاب.
    لكني أزعم أن ثمة زاوية مفقودة في الحكم، مردّها إلى أمرين:
    1- الحكم على سهولة الحياة من خلال سهولة الوسائل التقنية، مع إغفال الثمن المعنوي والمادي لكونك فردًا من منظومة التسهيلات هذه؛ لذا غالبًا يأتي المثال بالحديث عن مشقة الحصول على الماء في السابق، مع يسر الحصول عليه في زماننا؛ وهذا مثال صحيح منقوص؛ هكذا بهذا التركيب.
    2- الإطلالة على إشكالات هذا الجيل من شرفة خمسيني مستقر في حاله، ثابت في أساسيات متطلباته، طوي ملف زواجه ومورد رزقه ومسار حياته غالبًا، كُتبت فصول حياته بالحبر خلافًا للشاب الذي ينازع في كتابة أساسياته بقلم رصاص قد يمحوه ظرف عابر؛ فمن الطبيعي أن تكون إطلالة سائح أجنبي، يرى البيوت الأثرية بعيني فنان، يلتقط الصور، ينثر الحِكَم، بينما يعيش سكان هذه البيوت مشقة تحصيل أساسيات الطعام والدفء.

    أن تكون شابًا في زماننا يعني أن تعيش أسئلة ما خطرت على بال من سبقك، أن تصارع المسرد الزمني الذي وضع لك؛ تدرس في هذا السنّ، وتتوظف في ذاك السن، وتكون أسرتك في نطاق زمني معين؛ وإلا بدأت عليك الضغوط من خارجك، وشعور التأخر والفوات من داخلك.

    أن تكون شابًا في زماننا يعني أن يرتفع سقف اشتراطات رجولة الشاب، ومهام أنوثة الفتاة، وتزيد معايير (ملء العين)، فما ينظر إليه المسنّ على أنه ترف ومصاريف زائدة هو من صميم حاجات الشباب المعنوية، فالتقييم من خارج الجيل مهوّن لرتبة الحاجة.

    أن تكون شابًا في زماننا يعني أن تكثر الأشياء التي تعنيك، تحدي الأجيال السابقة في إيجاد موارد، تحدي هذا الجيل في ترتيبها ومحاربة الفوضى المستمرة فيها؛ وهذا في المعرفة، والمشاعر، والأشياء؛ فتذوق رغمًا عنك مالم يمتحن السابقون في معرفته من شهوات وشبهات، ثم إذا سقطت مرة نزع عنك ستار المحكمة السرية؛ ما كان يصنعه ابن القرية حين ضعفه مستترًا صار الآن محفوظًا منشورًا تتلقفه أعين الشامتين والفرحين بهذه السقطة تحت ستار العبرة والمصلحة.

    أن تكون شابًا في زماننا يعني أن يكون وهنك في روحك، وتعبك في داخلك، أما الرفاه الخارجي فقشرة رقيقة تخفي تحتها عواصف من التحديات على مستوى التمسك بالتدين الذي تتنازعه الشهوات والشبهات، وضبط العلم رغم المشتتات، وتكوين الأسرة وتكلفتها التشغيلية معنويًا وماديًا، كل ذلك في جو مسلوب الطمأنينة، مليء بمحفزات التوتر، محكوم باللهث المستمر.

    أن تكون شابًا في زماننا يعني أن تعايش في سنة ما عاشه غيرك في عشر سنوات من أحداث، وتكون مجبرًا على الشعور بدوار منعطفات الحياة الدائمة، وأن تواجه الخذلان حتى تعتاده بسبب كثرة الامتحانات الحياتية التي تواجهها.

    أن تكون شابًا في زماننا يعني أن تكون مقاتلًا في معركة النهايات المفتوحة، زخمٌ يغرقك بمسؤولية اختيار القرار الصحيح في كل مرة، عقائد وأفكار ومشاعر وأشياء بلا أقواس حاصرة، لا شيء سائد ويسير على الدليل التشغيلي لحياة السابقين، عليك بناء نموذجك الخاص بكل تفاصيله.

    أن تكون شابًا في حياتنا يعني أن تكتب منشورًا بهدف الشعور بمعاناة هذا الجيل، ورحمتهم وإعانتهم، لا بهدف التهوين من تضحيات السابقين والدخول في سباق تفضيل بين الأجيال، فيأتي من يستدرك باحترام السابقين، ونقد تصرفات وقع فيها بعض أبناء هذا الجيل، ثم تضطر لأن تكتب “طيب”؛ لأن الشرح عند اختلاف الأنظار وتعدد الزوايا= محرقة للأعصاب، متلفة للروح.

    كانت هذه الكلمات في خاطري قبل الانقطاع، آثرت كتابتها الآن ثم أعتزل لمدة لن تطول إن شاء الله، أستودعكم الله.

  • كتبه : بدر آل مرعي

    تأملت في فكرة الموت في الإسلام، وأطلت النظر علّي أصوغ الفكرة خرجت بها بأوضح بيان.
    الموت في الإسلام ليس أداة ترهيب عدمية، ولا فزاعة عبثية؛ تأمل معي هذا التوازن:
    تقرأ أحاديث تحث على ذكر الموت وقصر الأمل، ثم تقرأ أحاديث تكره تمني الموت بسبب ضر نزل بك.
    أنت في حال كبح مشاعر؛ إن انزلقت في ملذات الحياة أتى ذكر الموت ليذكرك بالحقيقة؛ أننا هنا لنعبد الله أولًا، ونستعد للقائه.
    وإن غشيك همٌ فأردت الخلاص من الحياة أتى كبح المشاعر المكتئبة لتعود لنقطة إكمال الحياة بكل تفاصيلها، فيمنع تمني الموت.
    حب الدنيا يأتيك؛ فإذا زاد عن حده أتى ذكر الموت ليقصر الأمل.
    وحب الموت قد يتلبسك؛ فإذا زاد عن حده أتى الأمر بعدم تمني الموت ليعيدك لدار العمل.
    وما رأيت معنى أدل على هذا من حديث حب لقاء الله؛ في الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أحبَّ لقاء الله أحبَّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، قالت عائشة أو بعض أزواجه: إنا لنكره الموت، قال: ليس ذاك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بُشَّر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحبَّ إليه مما أمامه فأحبَّ لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حُضر بُشِّر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه كره لقاء الله وكره الله لقاءه”[1]
    فالعبد إذا عمر قلبه بالشوق إلى لقاء الله في الدنيا أحسن العمل، فإذا اقترب أجله أحبّ رؤية ثمرة اشتياقه.
    ذكر الموت معين على الفضائل؛ وما رأيت أعون على حسن الخلق والعفو عن المسيء من ذكر الموت، فتستحضر أن الدنيا قصيرة، ولا تستحق أن تعادي على فتات زائل.
    وهو معين على الجود؛ فالكفن لا جيوب له كما في المأثور الشعبي، فتسمح نفسك وتتهذب.
    وهو معين على حسن الظن بالله؛ فما لم نحصله في الدنيا من عدل استقر يقيننا أننا سنراه في الآخرة، فنؤجل الانتقام، وندفع أوراق من ظلمنا للمحكمة الكبرى؛ يوم القيامة.
    وهو معين على الإخلاص؛ فالجزاء التام للإحسان يوم القيامة، فلا تترقب ثناء مخلوق، ولا تقديرًا لجهودك.
    وهو معين على الاستمرار والصبر على الأذى؛ فالله سبحانه قال: “ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون * فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين * واعبد ربك حتى يأتيك اليقين”
    فضيق الصدر الناتج من الأذى القولي حلّه في التسبيح والسجود والاستمرار في التعبد حتى حضور الأجل.

    تأمل معي هذا الحديث في وصف العلاقة بين الإنسان وأجله وأمله:
    قال صلى الله عليه وآله وسلم:
    “”خط النبي ﷺ خطاً مربعًا، وخط خطًا في الوسط خارجًا منه، وخط خُططاً صغارًا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، فقال: هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به -أو قد أحاط-، وهذا الذي هو خارجٌ أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا” [2]
    نخاف الموت عند استحضار تقصيرنا، ونكرهه لضعفنا عن فراق الأحبة، ونستوحش عند ذكره لأن به قطعًا للمطامع، فما ذكر الموت عند سعة إلا ضاقت النفس، ولا ذكر في ضيق إلا اتسعت.
    ذكر الموت ضرورة لتحسن دنيانا، وتهذب خبائث نفوسنا، وتلين قلوبنا، ويتصل بالله أملنا.
    نحن المسلمين نحب الموت لما فيه من مظاهر عدل؛ فهو شامل لكل مخلوق بلا استثناء، وهو عدل أيضًا من جهة أن لا أحد يعرف زمن أجله ولا مكانه، وهو بوابة لأخذ الحقوق ممن أضرونا في الدنيا؛ فالموت مفتاح للعدالة.
    ونكرهه حين نستحضر قصورنا بحق الله، وما نعلمه من أهوال بعده، وما يكون به من فراق ووحشة وأحوال مصيرية.

    هل أخاف الموت؟
    نعم؛ أخاف⁩ ⁦ الموت⁩ خوفًا حقيقيًا، ولن أكابر بزخارف القول وأتشاجع في موطن أعقل مواقفك فيه أن تكون مشفقًا، أرجو من الله أن يقبضني وأنا واسع الخطو في السير إليه، وأن يعفو عن خطاياي، ويجبر نقصي، ويسامح غفلتي، ويعينني على خجلتي منه سبحانه.
    ومع ذا أرجو أن يكون أول النعيم، وجسرًا لما أجلناه في الدنيا لعجز أو تقوى.

    ———-
    [1] أخرجه البخاري (6508) مختصرًا، ومسلم (2686) مطولًا.
    [2] أخرجه البخاري (6417) بنحوه، والترمذي (2454)، وأحمد (3652) باختلاف يسير، وابن ماجه (4231) واللفظ له.

  • كتابة : يوسف محمد

    عيد بأية حال عدت يا عيد  

    هو شطر بيت لمطلع قصيدة المتنبي في ذم كافور الاخشيدي .

    وهذه الجملة تتكرر تقربياً في كل عام في عيدي الفطر والأضحى ، ومن يرددها يقولها بلسان المقال إستنكارًا على المسلمين لفرحهم بالعيد ؛ بالرغم من كل ما يعصف بالمسلمين .

    وسنستعرض بعض الجوانب الذي تكشف بعض دوافع هذا الفعل مع بعض المعالجة لها.

    أولاً : الإستغناء بالأعياد غير المشروعة

    ومن شأن الجسد إذا كان جائعاً فأخذ من طعام حاجته استغنى عن طعام آخر ، حتى لا يأكله إن أكل منه إلا بكراهة وتجشم ، فالعبد إذا أخذ من غيرالأعمال المشروعة بعض حاجته ، قلت رغبته في المشروع وانتفاعه به ، بقدر ما اعتاض من غيره، بخلاف من صرف نهمته وهمته للمشروع ، فإنه تعظم محبته له و منفعته به ، ولذا تجد من أدمن سماع القصائد طلباً لصلاح القلب تنقص رغبته في سماع القرآن، ومن أدمن على أخذ الحكمة والآداب من حكماء فارس والروم، لا يبقى لحكمة الإسلام و آدابه في قلبه ذاك الموقع ومن أدمن قصص الملوك وسيرهم لم يبقى لقصص الأنبياء وسيرهم في قلبه ذاك الاهتمام ، ونظير هذا كثير ” ابن تيمية رحمه الله تعالى

    وكذلك من صرف فرحته ولذته في الأعياد غير المشروعة ستقل رغبته وفرحته بالأعياد المشروعة .

    وسيجد مبررات كثيرة لعدم الاحتفال بها ونشر الفرح والسرور فيها .

    ثانياً : كيف نتحفل والأمة الإسلامية تعاني

    الحزن السلبي على ما يحصل للمسلمين1 لا يغير شيء في الواقع بل يضر بصاحبه ويقعده عن العمل للدين ، والحزن قد يكون مفيدًا بالقدر الذي يصرفك عن المعاصي او يدفعك للعمل للدين اما المبالغة فيه فليست مطلوبة بل ينهى عنها .

    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (وأما الحزن فلم يأمر الله به ولا رسوله، بل قد نهى عنه في مواضع وإن تعلق بأمر الدين كقوله تعالى :”وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ” وقوله تعالى : ( وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ) وقوله تعالى : ( إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) وأمثال ذلك كثير .

    وذلك لأنه لا يجلب منفعة ولا يدفع مضرة فلا فائدة فيه ومالا فائدة فيه لا يأمر الله به ، نعم لا يأثم صاحبه
    إذا لم يقترن بحزنه محرم كما يحزن على المصائب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله لا يؤاخذ على دمع العين ولا على حزن القلب ولكن يؤاخذ على هذا أو يرحم ) وأشار بيده إلى لسانه ، وقال صلى الله عليه وسلم تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي الرب .
    ومنه قوله تعالى : {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ }

    وقد تبين بالحزن ما يثاب صاحبه عليه ويحمد عليه فيكون محموداً من تلك الجهة لا من جهة الحزن كالحزين على مصيبة في دينه وعلى مصائب المسلمين عموما ، فهذا يثاب على ما في قلبه من حب الخير
    وبغض الشر وتوابع ذلك ، ولكن الحزن على ذلك إذا أفضى إلى ترك مأمور من الصبر والجهاد وجلب منفعة ودفع مضرة نهى عنه ،وإلا كان حسب صاحبه رفع الإثم عنه من جهة الحزن ،وأما أن أفضى إلى ضعف القلب واشتغاله به عن فعل ما أمر الله ورسوله به كان مذموماً عليه من تلك الجهة وان كان محمودا من جهة أخرى )

    ومواساة المؤمنين ليست بالحزن فقط (٢) ؛ بل هيا أنواع كما يقول ابن القيم رحمه الله تعالى فهي ( مواساة بالمال ومواساة بالجاه ومواساة بالبدن والخدمة ومواساة بالنصيحة والإرشاد ومواساة بالدعاء والاستغفار لهم ومواساة بالتوجّع لهم ، وعلى قدر الإيمان تكون هذه المواساة فكلما ضعف الإيمان ضعفت المواساة وكلما قوي قويت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الناس مواساة لأصحابه بذلك كله فلأتباعه من المواساة بحسب اتباعهم له )

    ثالثاً : العيد من أعظم شعائر الإسلام
    الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع ، ومن أظهر ما لها من الشعائر ” شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

    فسواء كان هناك مصيبة على على الأمة عامة أو على الفرد في نفسه وأهله خاصة فهذا لا يمنع من تعظيم شعيرة العيد وإظهار الفرح فيها .

    والحزن يدفع بالفرح فكيف إن كان فرحًا بطاعة الله ؟

    في عيد الفطر بالصيام و الزكاة ، وفي عيد الأضحى بالإجتهاد في العبادة طوال العشر وصوم عرفة و الحج و النحر.

    وهكذا المؤمن طوال حياته مهما مر به من بلاء و كرب فأنه يظل فرحًا راضياً مستبشرًا بفضل الله ورحمته في الدنيا و الأخرة .

    {مَنۡ عَمِلَ صَـٰلِحࣰا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ فَلَنُحۡیِیَنَّهُۥ حَیَوٰةࣰ طَیِّبَةࣰۖ وَلَنَجۡزِیَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ [النحل ٩٧]}

    قال ابن القيم رحمه الله تعالى (وَقَدْ فُسِّرَتِ الحَياةُ الطَّيِّبَةُ بِالقَناعَةِ والرِّضا، والرِّزْقِ الحَسَنِ وغَيْرِ ذَلِكَ، والصَّوابُ: أنَّها حَياةُ القَلْبِ ونَعِيمُهُ، وبَهْجَتُهُ وسُرُورُهُ بِالإيمانِ ومَعْرِفَةُ اللَّهِ، ومَحَبَّتُهُ، والإنابَةُ إلَيْهِ، والتَّوَكُّلُ عَلَيْهِ، فَإنَّهُ لا حَياةَ أطْيَبُ مِن حَياةِ صاحِبِها، ولا نَعِيمَ فَوْقَ نَعِيمِهِ إلّا نَعِيمَ الجَنَّةِ، كَما كانَ بَعْضُ العارِفِينَ يَقُولُ: إنَّهُ لَتَمُرُّ بِي أوْقاتٌ أقُولُ فِيها إنْ كانَ أهْلُ الجَنَّةِ في مِثْلِ هَذا إنَّهم لَفي عَيْشٍ طَيِّبٍ، وقالَ غَيْرُهُ: إنَّهُ لَيَمُرُّ بِالقَلْبِ أوْقاتٌ يَرْقُصُ فِيها طَرَبًا.
    وَإذا كانَتْ حَياةُ القَلْبِ حَياةً طَيِّبَةً تَبِعَتْهُ حَياةُ الجَوارِحِ، فَإنَّهُ مَلَكَها، ولِهَذا جَعَلَ اللَّهُ المَعِيشَةَ الضَّنْكَ لِمَن أعْرَضَ عَنْ ذِكْرِهِ، وهي عَكْسُ الحَياةِ الطَّيِّبَةِ.
    وَهَذِهِ الحَياةُ الطَّيِّبَةُ تَكُونُ في الدُّورِ الثَّلاثِ، أعْنِي: دارَ الدُّنْيا، ودارَ البَرْزَخِ، ودارَ القَرارِ، والمَعِيشَةُ الضَّنْكُ أيْضًا تَكُونُ في الدُّورِ الثَّلاثِ، فالأبْرارُ في النَّعِيمِ هُنا وهُنالِكَ، والفُجّارُ في الجَحِيمِ هُنا وهُنالِكَ، قالَ اللَّهُ تَعالى: ﴿لِلَّذِينَ أحْسَنُوا في هَذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ ولَدارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ﴾ [النحل: ٣٠]، وقالَ تَعالى: ﴿وَأنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكم ثُمَّ تُوبُوا إلَيْهِ يُمَتِّعْكم مَتاعًا حَسَنًا إلى أجَلٍ مُسَمًّى ويُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ﴾ [هود: ٣]
    فَذِكْرُ اللَّهِ سُبْحانَهُ وتَعالى، ومَحَبَّتُهُ وطاعَتُهُ، والإقْبالُ عَلَيْهِ ضامِنٌ لِأطْيَبِ الحَياةِ في الدُّنْيا والآخِرَةِ، والإعْراضُ عَنْهُ والغَفْلَةُ ومَعْصِيَتُهُ كَفِيلٌ بِالحَياةِ المُنَغَّصَةِ، والمَعِيشَةِ الضَّنْكِ في الدُّنْيا والآخِرَةِ.

    أدام الله أفراح المسلمين ورفع بفضله وكرمه البلاء عنهم .

    ….

    الهوامش

    1- هل الإسلام دين الحزن : إياد قنيبي https://www.facebook.com/eyadqunaibi/photos/a.1414728445422520/1570631959832167/?locale=ar_AR

    2- ماذا نفعل لمذابح المسلمين في فلسطين والعالم : https://islamqa.info/ar/answers/21284/%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%86%D9%81%D8%B9%D9%84-%D9%84%D9%85%D8%B0%D8%A7%D8%A8%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85

  • قصة الحياة أكبر من اهتماماتنا الجزئية.
    ‏أهي طلب العلم وإحراز اللذة المعرفية؟ كلا
    ‏أهي حيازة الجاه والنفوذ والقوة والسلطة؟ كلا
    ‏أهي فعل ما نحب وترك ما نكره؟ كلا.

    ‏إذن ما الحياة حقًا؟
    ‏للمسلم حقًا، الحياة تعبيد الحياة لله، وكل ما سبق إما وسيلة لهذه الغاية، وإما وسيلة ضدها أو لغيرها.

    كتبه : د.عبدالله الشهري

  • لقد أزداد عدد مستخدمي منصات التواصل حتى بلغ 4.7 تلريون إنسان في عام 2022 وهو ما يعادل 59% من إجمالي سكان الكرة الأرضية ، بمتوسط إستخدام ساعتين ونصف يومياً .

    و الملاحظ أنه كلما تطورت هذه المنصات كلما أصبحنا أكثر عرضة للإدمان عليها وأصبحت أثارها الإجتماعية والنفسية أشد وأكبر .

    وقد تحول التصوير في ظل هذه المنصات من كونه وسيلة إلى غاية ، من طريقة للإحتفاظ باللحظات الرائعة إلى هدف قائم بذاته ، فاصبح هاجس الكثير من الناس هو أخذ لقطات رائعة لنشرها على منصات التواصل الإجتماعي .

    عندما تتحدث عن التصوير فأنت تتكلم عن ظاهرة غزت العالم1 ، مع حوالي 1.72 تريليون صورة في عام 2022 ،ومن المتوقع أن يتخطى عدد الصور الملتقطة سنويا حاجز 2 تلريون بحلول عام 2030 .

    عامة هذه الصور كما هو متوقع تم إلتقاطها بالإجهزة الذكية بنسبة تصل إلى 92% ، مع 7% فقط للكاميرات ، وتتم مشاركة ما يقرب من 15 مليار صورة يوميًا على وسائل التواصل !! .

    الهوس بالتصوير

    إن مسببات هذه الظاهرة عديدة بداء من سهولة التصوير ، فكل واحد منا قادر الأن على إلتقاط ما يشاء من الصور بقرة واحدة فقط .

    ثم منصات التواصل الإجتماعي التي لعبت دوراً كبيراً في تأجيج الهوس بالتصوير ، فهي من جهة تشجع الناس على إلتقاط المزيد و المزيد من الصور لنشرها ، ومن جهة أخرى تسهل لهم مشاركتها بكل يسر وسهولة .

    إن من أسس هذه الظاهرة أن الثقافة المعاصرة حصرت الإنسان في إطاره المادي ، فأنت مجرد جسدك المادي ، فنحن لا نتكلم عن مجتمع لديه قدرة فائقة على إلتقاط الصور ونشرها على مدى واسع فقط ؛ بل هو كذلك يحصر قيمة أفرادها في صورتهم ومظهرهم الخارجي .

    وإذا كانت قيمتي في مظهري الخارجي فسوف أسعى في تحسينه قدر الإمكان سواء بشيء طبيعي كالرياضة والتغذية الصحية ، أو من خلال علميات التجميل .

    متلازمة السيلفي

    لقد عد الهوس بإلتقاط السيلفي بإضطراب نفسي مؤخراً بما يعرف بداء السليفي (Selfitis) .

    يلتقط حوالي 50% من البالغين على الأقل صورة سيلفي واحدة أسبوعياً ، وليست المشكلة في كثرة صور السيلفي فحسب بل في أثارها السلبية المدمرة .

    هل نتكلم عن دورها في تعزيز النرجسية ؟ ، أم أثرها في ترسيخ عقدة النقص وكراهية الذات وتشيئها ؟ ، ثم تسببها في الزيادة الجنونية في عمليات التجميل .

    وبالطبع كل ذلك ليس ذنب ( السيلفي فقط ) ، فلدينا كذلك إدمان عالمي لمنصات التواصل القائمة على الإستعراض و التي تعزز المشاعر السلبية بصورة واضحة جداً ، ثم ثقافة غربية فاسدة تجعل الفرد هو مركز الكون وتحصر قيمته في إطار مادي ، وفي نفس الوقت تعلي من قيمة الأخرين ورأيهم فيه .

    وكمثال حي على هذا الجنون لدينا قصة داني بومان المراهق البريطاني ذو 19 عام الذي قضى ستة أشهر في منزله لا يقوم بشيء سوء بإلتقاط صور لنفسه بمعدل 200 صورة يومياً بحثاً عن الصورة المثالية، وقد بلغت حالته النفسية درجة بالغة من السوء حتى حاول الإنتحار عدة مرات وقد فشل في هذا الأمر كفشله في الحصول على السيلفي المثالي .

    من الصورة إلى الجوهر

    إن التصوير أداة رائعة لتخليد اللحظات الرائعة اللطيفة و الأحداث التاريخية العظيمة ، لكن يجب أن يظل أداة ، يجب أن تكون أنت المتحكم ، أنت من تقرر أين ومتى ستخرج هاتفك او كاميراتك لإلتقاط بعض الصور ، ليس تحت ضغط مشاركتها مع الأخرين عبر الأنترنت ؛ بل لتكون تخليداً لهذه الذكرى الجميلة ، عند تلك النقطة يصبح تصويرك سبب لزيادة سعادتك وإستمتاعك بالحدث .

    ويجب أن تدرك جيدًا ، أنك لست محصور في صورتك وجمالك الخارجي ، ففي داخلك شيء أجمل بكثير من كل هذه المظاهر المادية ، العبرة أن ترى هذا الجمال حقاً وترضى به .

    مصادر ومراجع :

    1- https://photutorial.com/photos-statistics/

    2- https://atharah.com/selfie-syndrome/

    3- https://atharah.com/self-commodification-beauty-industry/

    4- https://www.thesocialdilemma.com/

  • Photo by Andrik Langfield on Unsplash

    كتابة : يوسف محمد

    مراجعة : حسام شعلة

    من المعتاد أن نسمع ذماً للفشل وأنه تجربة مريرة ومؤلمة ، ,وهذه آراء صعب أن تخرج إلا ممن ادعى الكمال وتدثر برداء المثالية ،وإلا فالفشل أحياناً تخرج منه بمنافع أكبر من النجاح .

    الناجحون لهم رؤية مختلفة في النظر للفشل ، فالتجارب الفاشلة ما هي إلا خطوة للنجاح وفرصة للتعلم ، والجميع يتعرض للفشل لكن قلة من يمكنهم الاستفادة منه حقاً ، كل قصة نجاح تحمل في طياته مئات من تجارب الفشل ، والرجل الأشهر في العالم إليون ماسك1 ليس إستثنائاً .

    وكما قال هنري فورد ” الفشل هو فرصة للبدء من جديد …لكن بذكاء أكبر ”

    كيف تتعامل مع الفشل ؟

    في البداية علينا معرفة بعض مظاهر التعامل الخاطئ مع الفشل ، فمنها :

    1- الإنكار وعدم الاعتراف بالفشل : وهو ينبع من المثالية وادعاء الكمال الذي يجبر صاحبه على إنكار الفشل ، بل حتى الاستمرار فيه .

    2-الإستسلام : فمع أول عقبة تواجهك ، تبدأ نيران الإحباط والقلق تستولي على عقلك وقلبك ، ثم في النهاية تستسلم .

    و الاستسلام2 ليس مذموما بإطلاق ، فقد يكون الخيار الأمثل في بعض الأحيان .

    3- جلد الذات : وهو كذلك من نتائج المثالية ؛ لأنه إذا رفضت الاقرار بفشلك فستكون في حالة من الإنكار ، أما إذا أقررت به ، فقد تدخل في مشكلة أخرى وهي جلد الذات والندم والحسرة .

    وكل ذلك ناتج عن تصور خاطئ وهو أن الفشل في شيء ما = أنك شخص فاشل .

    ولا تلازم بينهما ، فقد تفشل في شيء وتنجح في أشياء أخرى ، بل حتى نفس الشيء الذي فشلت فيه قد يكون فشلك مقدمة لنجاح باهر بعد المزيد من والوقت والجهد .

    نصائح للتعامل مع الفشل

    وهي بالترتيب كالتالي :

    1- أعطي لنفسك الحق في الفشل

    2-اعترف بالفشل عند وقوعه

    3-تنفسأسمح لنفسك بالحزن والغضب عند الفشل

    4 – تذكر نجاحاتك

    5- تقرب من الناجحين وأهرب من المحبطين

    6 -الأهداف للفشلة والأنظمة للناجحين

    7- زيادة عدد مهاراتك

    والنصائح كلها لها تعلق مباشرة بحالة فشل واقعة بالفعل ، أما النصيحة السادسة والسابعة فهما نصائح منهجية ترشدك لأشياء تزيد من فرص نجاحك وتقلل من فرص فشلك .

    1- أعطي لنفسك الحق في الفشل

    عليك السماح لنفسك بخوض التجارب والتحديات المختلفة، أخرج من دائرة الراحة (comfort zone ) .

    فالخوف من الفشل أسوأ من الفشل نفسه ، لأن الفشل يمنحك فرصة للتعلم والتحسن ، أما السكون والخوف فعلى العكس من ذلك ، لن يمنعك من التقدم فحسب بل ؛ أنه سيكون سبب في تخلفك .

    2- اعترف بالفشل عند وقوعه

    فالإنكار لن يفيدك شيئاً ، بل ربما يزيد من شدة فشلك بالفعل ، وأنت لن تتعلم أبدا من فشلك ما لم تعترف به أولاً .

    ونحن عندما نتكلم عن التعلم من الفشل ، نقصد الفشل الذي تخرج منه بعلم ورؤية جديدة أما فشل تقوم بتكراره مرات ومرات في حلقة مفرغة ؛ فهذا لا تأخذ منه سوء ضياع الوقت والجهد .

    والتعلم من الفشل ليس محصورا على التجربة الشخصية ؛ فيمكنك التعلم من أخطاء الأخرين وكما قيل “الحكيم من أتعظ بغيره ” ، وهنا تبرز أهمية القراءة كأداة لاكتساب المعرفة التي ستصقلك بتجارب الكثير من الناس ؛ وبالتالي رؤية أفضل للتعامل مع الفشل والحياة عموماً .

    وإن التعلم من الآخرين لا ينحصر في إطار الكتب ، فمصاحبة الناجحين وأصحاب الخبرة ، لها دور مؤثر في تنمية شخصيتك ومعارفك ، فالذكاء كما قيل معد فمصاحبة هؤلاء له دور كبير في طريقك إلى النجاح .

    3-تنفسأسمح لنفسك بالحزن والغضب عند الفشل

    لا تحاول كبت هذه المشاعر بداخلك ، فهيا أمر طبيعي .

    عليك أن تحول هذه المشاعر إلى عمل مثمر ، أجعلها وقودك للنجاح القادم .

    لكن أيضا لا تجعل مشاعرك السلبية تسيطر عليك وتغرقك في الإحباط ، ومما قد يعزز هذا الشعور اعتقادك أن فشلك ناتج عن صدفة محضة ! فكيف لشخص يؤمن بذلك أن يصبر أو أن يرضى !؟ .

    أما المسلم فيؤمن أن حياته كلها مقدرة ، وأنها دائرة بين نعمة يشكر الله عليها وابتلاء يصبر عليه .

    4 – تذكر نجاحتك

    عند الفشل تضيق أفق نظرنا وتحوطنا الأفكار والمشاعر السلبية من كل جهة ، لا تجعل دوامة السلبية والإحباط يجرفك ، تذكر أهدافك وما تسعى إليه ، تذكر نجاحاتك السابقة ، أنظر للصورة الكبيرة التي كما تحتوي تجارب فاشلة مظلمة فهيا أيضا بها الكثير من المعالم المضيئة والنجاحات الباهرة المشرقة ؛ لذلك كن متفائلا .

    و حاول أكثر من مرة ،فالكثير من الأشياء لا تأتي من المرة الأولى ، الفرق بين الناجح وغيره هو أن الناجح لا يستسلم عندما تواجهه العقبات .

    5- تقرب من الناجحين وأهرب من المحبطين

    عندما تفشل ستجد من يتخلى عنك من اللحظة الأولى ، وستجد من يستغل هذا الحدث للتأكيد على رؤيته السابقة فيك ؛ بأنك شخص فاشل بلا قيمة ، دعك من كل هؤلاء ، أحط نفسك بالناجحين الذي يقدرون قيمة الفشل ، ويعرفون معنى أن تحاول بكل إستاطعتك ثم لا تنجح ، هؤلاء أهمياتهم ليس فقط في الدعم النفسي الذي يقدمونه لك ، بل إنك كذلك تتعلم منهم كيف تتعامل مع الفشل وتجعله بداية انطلاقتك للنجاح .

    6 –الأهداف للفشلة والأنظمة للناجحين3

    النظام :مجموعة من القواعد والعادات اليومية التي تساعدك على تحقيق النجاح في جانب من جوانب حياتك .

    أما الهدف : فهو السعي لإنجاز شيء محدد بدقة في مدة زمنية معينة .

    ومثال ذلك :لو قام شخص بأتباع نظام غذائي صحي بشكل مستمر مع ممارسة الرياضة فهو هنا لديه نظام يومي .

    أما : لو كان رغبة هذا الشخص هو إنقاص 10 كيلو جرام من وزنه في شهرين فهو هنا لديه هدف .

    ولكل منهما مزايا وعيوب ، فمن عيوب الأهداف أنها :

    • قد تعميك عن رؤية فرص أفضل
    • الأهداف تجعلك في حالة السعي وراء النجاح4 ، بدل من حياة النجاح ، بمعنى أنك لا تستمتع بحياتك ولا ترى قيمة لمجهوداتك ، حتى تحقق الهدف المنشود .
    • إنك قد لا تملك التحكم في كل مسببات الهدف .

    ومع ذلك فالأهداف مهمة ومفيدة لأنها :

    • تعطيك رؤية واضحة .
    • تعطيك الحافز للتقدم والتطور .

    ومن مزايا النظام :

    • الاستمرارية .
    • الأنظمة تساعدك على تحقيق أهدافك .

    ومن عيوبها :

    • التشتت وعد وضوح الرؤية .
    • عدم القدرة على رصد التقدم والإنجاز .

    وللجمع بين الأسلوبين :

    • أجعل أهدافك جزءً من خطة أكبر ، لو لديك هدف لإنقاص الوزن فهو جزء من خطة للالتزام بنظام صحي ورياضي بشكل مستمر .
    • حول أهدافك إلى عادات يومية وأحتفل بالنجاحات الصغيرة .
    • راجع أهدافك وغيرها من حين لآخر .

    7- زيادة عدد مهاراتك5 : فكل مهارة تتقنها ستزيد من فرص نجاحك ،وأيضا كل مهارة تتعلمها ستفتح لك أبواباً كثيرة لمهارات أخرى ،ولا يشترط أن تصل لمرحلة الكمال أو التميز الباهر في كل مهارة تتعلمها ، فالمستوى الجيد سيكون كافياً ؛ لأنك لا تعتمد على مستوى هذه المهارة بمفردها بل على تراكمها مع باقي مهاراتك .

    ومثال ذلك : لو لديك قدرة جيدة على الكتابة ، فأضفت لها مهارة التسويق ، فستكون قادرًا على كتابة إعلانات تجارية ،والتي بلا شك ستعطيك عائدًا أعلى بكثير من مجرد كتابة مقال عادي .

    الهوامش :

    1- https://www.ida2at.com/elon-musk-hard-success/

    2- aalwhebey

    3- https://m.youtube.com/watch?v=iPkkUimnw4w

    4- https://www.youtube.com/watch?v=AqUQ3EBNpaA

    5- https://www.youtube.com/watch?v=TW2Kr0l2kGg

  • كان لدي سؤال يؤرقني بعض الشيء ألا وهو: لماذا تأخذ المقارنة هذا الكم من حياتنا وكيف تؤثر علينا؟؟
    ولإجابة هذا السؤال علينا في البداية أن نعلم أن الكثير من الظواهر (معقدة) بمعنى أنها قد تكون ناتجة عن أسباب طبيعية فطرية أو عن أخرى صناعية أو من اجتماعهما معاً.


    فحصر الكثير من الظواهر في بعض المسببات خطأ في الغالب .

    أزمة مقلقة

    إن مشكلة المقارنة في حياتنا لها بداية مبكرة ، مع التربية الخاطئة ؛ التي عززت فينا هذا السلوك وجعلته جزءًا من شخصيتنا .

    مع قدوم منصات التواصل ، كفيسبوك ( Facebook ) وإنستجرام (Instagram ) ، ومؤخر تيك توك(Tik tok) ، أنتقل الهوس بالمقارنات إلى مستوى آخر لم يعرف في التاريخ ، ومن ذلك مثلا الهوس بالتصوير !!

    أنت بتواجدك على هذه المنصات ، تدخل في سلسلة لا نهاية لها من المقارنات سواء شعرت بذلك أم لا .

    ومن المسببات الأخرى هي عقدة النقص ويمكن تعريفها بقولنا : إنه الشعور الدائم بأن الفرد أقل من الأخرين ، وبالمناسبة هي كذلك من أهم مسبباتها التربية الخاطئة،

    هذه بعض أسباب التي أدت لظهور هذا السلوك ، ولدينا أسباب أخرى ( كعقدة التكبر والغرور ، وكبعض الأمراض النفسية المرتبطة بالمقارنة ) .

    كيف تؤثر المقارنة على حياتك ؟

    بداية من أشياء بسيطة كالحزن اللحظي مرورا بأمراض كالاكتئاب والقلق وغيرهما .

    من المهم أن تدرك أن المقارنة مشكلة يجب حلها ؛ لأنك إذا تعاملت معها على أنها أمر طبيعي فلماذا ستقوم ببذل جهد في تغييرها ؟

    ويجب أن تعرف المقارنة عادة ما تسير على نحو غير منطقي مثل : هذا الشخص مذهل ورائع لأنه كذا وكذا وأنا لا قيمة لي .

    السؤال هو : لماذا لا نجعلها تسير هكذا ؟!

    القاعدة هي : إن المقارنة عادة ما تسير بطرق عاطفية غير منطقية .

    لا يوجد إنسان لا يوجد به نقاط قوة يمكنه استغلالها ؛ لييصر متميزًا في المكان المناسب له .

    ونحن نتجاهل في المقارنات عيوب الطرف الأخر وما نتمتع من مزايا ، وهذا جزء من الحل .

    الحلول

    قبل أن نسرد الحلول ، لنتذكر أنه لعلاج العيوب الشخصية خصوصا المتأصلة فينا ، نحتاج إلى وقت وجهد ، فالأمر ليس ضغطة زر وينتهي كل شيء ، الأمر يحتاج إلى صبر ومجاهدة وإستعانة بالله المعين .

    1- قبو المنزل

    كل إنسان منا مهما أعطي من خير و نعم ، فكذلك لديه إبتلاءت ومشاكل .

    من تقارن نفسك به ، حياته ليست مثالية وبها جوانب عديدة من القصور أنت لا تراها .

    ثم هناك أمر آخر ، أنت عندما تقارن نفسك بأحدهم ، تنظر إلى الأمور الإيجابية لديه لتقارنها بالأمور السلبية لديك ، وهذا شيء عجيب ، فمقارنة نجاحاتك بنجاحات الآخرين شيء غير عادل أصلا ؛ لاختلاف الظروف و القدرات ، فكيف وأنت تقارن نجاحتهم بإخفاقاتك ؟

    2- لست في منافسة مع أحد

    تفوق الآخرين ونجاحهم لا يضرك في شيء ، الدنيا تسعنا جميعا على اختلاف قدراتنا وطباعنا .

    إن الحاجز الوحيد بينك وبين النجاح هو أنت .

    وهنا يرد علينا سؤال وهو : هل التنافس في بيئة صحية قد يكون شيئاً مفيداً ؟

    التنافس في تلك الحالة أمر محمود ومثمر ، لكن عامة المقارنات ليست كذلك ، فالأصل أن المقارنات سلبية ، لذلك ترك المقارنة مطلقاً والانكباب على إصلاح النفس والسعي بها إلى النجاح ، خير من إشغالها بتلك المقارنات ، وإن كانت مفيدة في بعض الأحيان .

    قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ متكلما عن حال المنافسة التي كانت بين أبي بكر الصديق وعمر رضي الله عنهما : … فَكَانَ مَا فعله عمر من المنافسة، وَالْغِبْطَة الْمُبَاحَة، لَكِن حَال الصّديق ـ رَضِي الله عَنهُ ـ أفضل مِنْهُ، وَهُوَ خَال من المنافسة مُطلقًا، لَا ينظر إِلَى حَال غَيره ” .

    3- أعرف المحفزات وتجنبها

    أعرف محفزات المقارنة لديك ، الأمر ليس مقتصرًا على وسائل التواصل ، ربما تكون المقارنات شيئاً معتادا في عائلتك أو بيئة عملك ؛ لذلك أعرف مصدر المقارنات وتجنبها .

    4-قلل من وقتك على وسائل التواصل الاجتماعي

    المقارنة في وسائل التواصل إجبارية ؛ فهي منصات قامة أساساً على الاستعراض ؛ لذلك من المفيد تقليل وسائل التواصل بصورة والبعد بشكل خاص عن المنصات القائمة على فكرة عرض حياتك للأخرين مثل ، إنستغرام ، وتيك توك وغيرهما .

    5- أشعر بنعمة الله عليك

    إذا كنت تنظر بانبهار إلى من يفوقك في بعض الأمور ، فتذكر أنك تتفوق على الأف بل ملايين الأشخاص في الكثير من جوانب حياتك ، وأن بعض النعم التي تحتقرها ، هي أمنية الكثير من الناس في الحياة ، وهنا نتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم : (انظروا إلى من هو أسفلَ منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقَكم، فإنه أجدَرُ أن لا تزدَروا نعمةَ اللهِ عليكم) رواه الترمذي وصححه الألباني .

    6- أعرف مكامن قوتك

    كل واحد منا يتمتع بنقاط قوة ، معرفة مكامن قوتك مهمة جداً في حل هذه المشكلة ؛ أنه يزرع فيك العز والشموخ وينسف عقدة النقص .

    إن معرفة مكامن قوتك هو وقودك للنجاح ، فعدم إدراكك لقدراتك وما تمتلكه من إمكانات يجعلك تهدر وقتك وجهدك في الطريق الخاطئ ، والأهم من ذلك أنه يجعلك تسيء تقدير ذاتك .

    7- أسعد بنجاح الآخرين

    كما قلنا أنت لست في منافسة مع أحد ، لذلك لا تغضب من تفوق إخوانك ؛ بل أفرح لهم وساعدهم على الوصول للمزيد من النجاح ، وتذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- :(لا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ) رواه البخاري

    الخلاصة :

    المقارنة عادة ما تكون مؤذية ، وقد تفيد أحياناً .

    الشخص الوحيد الذي يجب أن تنافسه هو أنت ؛ لأن المقارنة الوحيدة العادلة هي مقارنة حاضرك بماضيك .

    تمنى الخير للناس ، فالحقد والحسد سم يقتل صاحبه قبل أي أحد .

    وختاماً : هل مررت بتجربة مقارنة سلبية وكيف تعاملت معها ؟

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ